أحدهما : أنه اسم عين في الجنة يشربها المقربون صرفاً، وتمزج لأصحاب اليمين.
والثاني : أن التسنيم الماء، قاله الضحاك.
قال مقاتل : وإنما سمي تسنيماً، لأنه يتسنّم عليه من جنة عدن، فينصبُّ عليهم انصباباً، فيشربون الخمر من ذلك الماء.
قال ابن قتيبة : يقال : إن التسنيم أرفع شراب في الجنة.
ويقال : إنه يمتزج بماءٍ ينزل من تسنيم، أي : من علو.
وأصل هذا من سنام البعير، ومن تسنيم القبور.
وهذا أعجب إليَّ، لقول المسيَّب بن عَلَس في وصف امرأة :
كَأَنَّ بِرِيقَتِها لِلْمِزَا...
جِ مِنْ ثَلْجِ تَسْنِيمَ شِيْبَتْ عُقَاراً
أراد كأن بريقتها عُقَاراً شِيْبَتْ للمزاج من ثلج تسنيم، يريد : جبلاً.
قال الزجاج : المعنى : ومزاجه من تسنيم عيناً تأتيهم من تسنيم، أي : من علو يَتَسَنَّم عليهم من الغرف.
ف "عيناً" في هذا القول منصوبة، كما قال تعالى :﴿ أو إطعامٌ في يوم ذي مَسْغَبَة يتيماً ﴾ [ البلد : ١٥ ] ويجوز أن تكون "عيناً" منصوبة بقوله : يُسْقَوْن عيناً، أي : من عين.
وقد بينا معنى ﴿ يشرب بها ﴾ في [ هل أتى : ٦ ].
قوله تعالى :﴿ إن الذين أجرموا ﴾ أي : أشركوا ﴿ كانوا من الذين آمنوا ﴾ يعني أصحاب رسول الله ﷺ، مثل عمَّار، وبلال، وخبَّاب وغيرهم ﴿ يضحكون ﴾ على وجه الإستهزاء بهم ﴿ وإذا مرُّوا ﴾ يعني : المؤمنين ﴿ بهم ﴾ أي : بالكفار ﴿ يتغامزون ﴾ أي : يشيرون بالجفن والحاجب استهزاءً بهم ﴿ وإذا انقلبوا ﴾ يعني الكُفار ﴿ إلى أهلهم انقلبوا فكهين ﴾ أي : متعجِّبين بما هم فيه يتفكَّهون بذكرهم.
وقرأ أبو جعفر، وحفص عن عاصم، وعبد الرزاق عن ابن عامر "فكهين" بغير ألف.


الصفحة التالية
Icon