﴿ ألا يظن ﴾ أي ألا يعلم ويستيقن ﴿ أولئك ﴾ أي الذين يفعلون هذا الفعل، وهم المطففون ﴿ أنهم مبعوثون ليوم عظيم ﴾ يعني يوم القيامة ﴿ يوم يقوم النّاس ﴾ يعني من قبورهم ﴿ لرب العالمين ﴾ أي لأمره وجزائه وحسابه ( ق ) عن نافع " أن ابن عمر تلا ﴿ ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم النّاس لرب العالمين ﴾، قال يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه "، وروي مرفوعاً عن المقداد قال : سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول " تدنو الشّمس من رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى تكون منهم كمقدار ميل " زاد التّرمذي أو ميلين " قال سليم بن عامر والله ما أدري ما يعني بالميل مسافة الأرض، أو الميل ما تكتحل به العين قال فيكون النّاس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً، وأشار رسول الله ( ﷺ ) بيديه إلى فيه " قوله :﴿ كلا ﴾ قيل إنه ردع وتنبيه أي ليس الأمر على ما هم عليه من بخس الكيل والميزان، فليرتدعوا عنه فعلى هذا تم الكلام هنا، وقيل كلا ابتداء يتصل بما بعده على معنى حقاً ﴿ إن كتاب الفجار ﴾ أي الذي كتبت فيه أعمالهم ﴿ لفي سجين ﴾ قال ابن عمر هي الأرض السابعة السفلى، وفيها أرواح الكفار وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن البراء قال : قال رسول الله ( ﷺ ) " سجين أسفل سبع أرضين وعليون في السماء السابعة تحت العرش " وقال شمر بن عطية : جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فقال : أخبرني عن قول الله ﴿ إن كتاب الفجار لفي سجين ﴾ قال إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء، فتأبى السماء أن تقبلها ثم يهبط بها إلى الأرض، فتأبى أن تقبلها فتدخل تحت سبع أرضين حتى ينتهى بها إلى سجين، وهو موضع جند إبليس فيخرج لها من سجين رق، فليتم ويختم ويوضع تحت جند إبليس لمعرفتها الهلاك بحساب يوم القيامة، وقيل هي صخرة


الصفحة التالية
Icon