﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ﴾ [ الحاقة : ٣٨ ] وقال سعيد بن جبير ما عمل فيه، قال القفال : يحتمل أن يكون ذلك هو تهجد العباد فقد مدح الله تعالى بها المستغفرين بالأسحار فيجوز أن يحلف بهم وإنما قلنا : إن الليل جمع هذه الأشياء كلها لأن ظلمته كأنها تجلل الجبال والبحار والشجر والحيوانات، فلا جرم صح أن يقال : وسق جميع هذه الأشياء، أما قوله :﴿والقمر إِذَا اتسق﴾ فاعلم أن أصل الكلمة من الاجتماع يقال : وسقته فاتسق كما يقال : وصلته فاتصل، أي جمعته فاجتمع ويقال : أمور فلان متسقة أي مجتمعة على الصلاح كما يقال : منتظمة، وأما أهل المعاني فقال ابن عباس إذا اتسق أي استوى واجتمع وتكامل وتم واستدار وذلك ليلة ثلاثة عشر إلى ستة عشر، ثم إنه سبحانه وتعالى بعد أن ذكر ما به أقسم أتبعه بذكر ما عليه أقسم فقال :﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عن طَبقٍ﴾ وفيه مسائل :
المسألة الأولى :
قرىء :﴿لَتَرْكَبُنَّ﴾ على خطاب الإنسان في يا أيها الإنسان :﴿ولتركبن﴾ بالضم على خطاب الجنس لأن النداء في قوله :﴿يا أَيُّهَا الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ﴾ [ الإنشقاق : ٦ ] للجنس ﴿ولتركبن﴾ بالكسر على خطاب النفس، وليركبن بالياء على المغايبة أي ليركبن الإنسان.
المسألة الثانية :


الصفحة التالية
Icon