"وَحُقَّتْ" ٢ أي وحق لها إطاعة ربها، وليس لها أن تأباه أو تمتنع عنه لأنها مخلوقة له، ولا على المخلوق إلا إطاعة خالقه "وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ" ٣ بسطت وسوّيت باندكاك جبالها وبنائها في أوديتها وبحورها "وَأَلْقَتْ ما فِيها" من الأموات المكفوتين بها "وَتَخَلَّتْ" ٤ عن كل ما فيها "وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ" ٥ وحق لها أن تنقاد لأمره في ذلك كله لأنه هو الذي صنعها وأودع مكوناته فيها.
أخرج أبو القاسم الجيلي في الديباج عن ابن عمر رضي اللّه عنهما أنه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أنا أول من تنشق عنه الأرض، فأجلس جالسا في قبري، وان الأرض تحرك بي، فقلت لها مالك ؟ فقالت إن ربي أمرني أن ألقي ما في جوفي وأن أتخلى فأكون كما كنت، إذ لا شيء فيّ وذلك قوله تعالى (وَأَلْقَتْ) الآية.
ولا تكرار هنا لأن الآية الأولى لما يتعلق بالسماء، وهذه
بالأرض، وتكرير إذا لاستقلال كل من الجملتين بنوع من القدرة، وجواب إذا محذوف تقديره وقع من الهول ما تقصر عنه عبارة الفقهاء الفصحاء ويكل عنه لسان العلماء البلغاء.