فصل فى حجة القراءات فى السورة الكريمة
قال ابن خالويه :
ومن سورة الانشقاق
قوله تعالى ﴿ ويصلى سعيرا ﴾ يقرأ بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام وبفتح الياء واسكان الصاد وتخفيف اللام فالحجة لمن شدد انه اراد بذلك دوام العذاب عليهم ودليله قوله ﴿ وتصلية جحيم ﴾ لان وزنها تفعلة وتفعلة لا تأتي الا مصدرا ل فعلته بتشديد العين كقولك عزيته تعزية والحجة لمن خفف انه اخذه من صلى يصلي فهو صال ودليله قوله تعالى ﴿ إلا من هو صال الجحيم ﴾ والسعير في اللغة شدة حر النار وسرعة توقدها
فأما قوله ﴿ زدناهم سعيرا ﴾ فقيل وقودا وتلهبا وقيل قلقا كالجنون
قوله تعالى ﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ يقرأ بضم الباء وفتحها فالحجة لمن قرأه بالضم انه خاطب بالفعل جمعا واصله لتركبون فذهبت الواو لسكونها وسكون النون المدغمه فبقيت الباء على اصلها الذي كانت عليه والحجة لمن قرأه بالفتح انه افرد النبي عليه السلام بالخطاب واراد به لتركبن يا محمد طبقا من اطباق السماء بعد طبق ولترتقين حالا بعد حال
وهذه اللام دخلت للتأكد او لجواب قسم مقدر والنون للتأكيد ايضا وهي تدخل في الفعل ثقيلة وخفيفة في مواضع قد ذكرت في يونس
وكان المحمدان ابن مجاهد وابن الانباري يتعمدان الوقف اذا قرآ بهذه السورة في صلاة الصبح على قوله ﴿ فبشرهم بعذاب أليم ﴾ ثم يبتدئان بقولك ﴿ إلا الذين آمنوا ﴾ فسئلا عن ذلك فقالا الاستثناء ها هنا منقطع مما قبله غير متصل به وانما هو بمعنى لكن الذين آمنوا واذا كان الاستثناء منقطعا مما قبله كان الابتداء مما يأتي بعده وجه الكلام. أ هـ ﴿الحجة فى القراءات السبعة صـ ٣٦٦ ـ ٣٦٧﴾