وقد بدا لى ذلك وأنا أطالع حديثا للترمذى رواه عن أبى سعيد الخدرى، قال صلى بنا رسول الله يوما صلاة العصر، ثم قام خطيبا فلم يدع شيئا إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه. وكان فيما قال: "إن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فناظر كيف تعملون ". ثم قال عليه الصلاة والسلام: " ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه " ومضى عليه السلام فى خطابه الجليل. قال أبو سعيد وجعلنا نلتفت إلى الشمس، هل بقى من النهار شىء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إلا إنه لم يبق من الدنيا - فيما مضى منها - إلا كما بقى من يومكم هذا فيما مضى منه". هذا الأمد القليل الباقى قبل قيام الساعة هو تاريخنا، وما ظهر من دول وما يبقى!! لقد جئنا فى أصيل العالم أو فى شفقه والغروب موشك. والسؤال الخطير: هل أدينا رسالتنا وأنصفنا الناس من أنفسنا؟ وركبنا طبقا عن طبق أو انتقلنا من حال؟ إلى حال فهل اعتبرنا؟ " فما لهم لا يؤمنون * وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ". إن المسلمين سيسألون عن كتابهم لماذا لم يقوموا به ويعطوا الناس صورة حسنة له؟. أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٥٠٧ ـ ٥٠٨﴾