" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. إذا السماء انشقت )
السّورة مكِّيّة.
وآياتها ثلاث وعشرون عند الشَّامى والبصرىّ، وخمس عند الباقين.
وكلماتها مائة وسبع.
وحروفها أَربعمائة وثلاث وثلاثون.
والمختلف فيها اثنان ﴿بِيَمِيْنِهِ﴾ ﴿وَرَآءَ ظَهْرِهِ﴾.
فواصل آياتها (قهرتمان) على الرّاءِ ﴿يَحُوْر﴾ وعلى الميم ﴿أَلِيْم﴾.
وتسمّى سورة (انشقت) وسورة الانشقاق ؛ لافتتاحها.
مقصود السّورة : بيانُ حال الأَرض والسّماءِ فى طاعة الخالِق - تعالى - وإِخراج الأَموات للبعث، والاشتغال بالبِرّ والإِحسان، وبيان سهولة الحساب للمطيعين، والإِخبار عن فَرَحهم وسرورهم بنعيم الجنان، وبكاء العاصين والكافرين، وويلهم بالثبوت فى دَرَكات النيران، والقَسَم بتشقُّق القمر، واطِّلاع الحقّ على الإِسرار والإِعلان، وجزاء المطيعين من غير امتنان، فى قوله :﴿لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾.
السّورة محكمة بتمامها.
متشابه سورة انشقت
قوله :﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ مرتين، لأَن الأَول متصل بالسماءِ، والثانى متصل بالأَرض.
ومعنى أَذِنت : سميت وانقادت، وحق لها أَن تسمع وتطيع، وإِذا اتصل واحد بغير ما اتصل به الآخر لا يكون تكرارا.
قوله :﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ﴾ وفى البروج ﴿فِى تَكْذِيبٍ﴾ راعى فواصل الآى، مع صحة اللفظ وجودة المعنى.
فضل السّورة
فيه من الأَحاديث المتروكة حديث أُبىّ : مَن قرأَها أَعاذه الله أَن يعطيه كتابه وراءَ ظهره، وحديث علىّ : يا علىّ مَنْ قرأَها كَتَب الله له بعدد أَوراق الأَشجار، ونبات الأَرض حسنات، وله بكلّ آية قرأَها مثلُ ثوابِ أَولياءِ الله. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ١ صـ ٥٠٨ ـ ٥٠٩﴾