أما قوله تعالى :﴿والحج﴾ ففيه إضمار تقديره وللحج كقوله تعالى :﴿وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أولادكم﴾ [البقرة : ٢٣٣] أي لأولادكم، واعلم أنا بينا أن الأهلة مواقيت لكثير من العبادات فإفراد الحج بالذكر لا بد فيه من فائدة ولا يمكن أن يقال تلك الفائدة هي أن مواقيت الحج لا تعرف إلا بالأهلة، قال تعالى :﴿الحج أَشْهُرٌ معلومات﴾ [البقرة : ١٩٧] وذلك لأن وقت الصوم لا يعرف إلا بالأهلة، قال تعالى :﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الذى أُنزِلَ فِيهِ القرآن﴾ [البقرة : ١٨٥] وقال عليه السلام :" صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته " وأحسن الوجوه فيه ما ذكره القفال رحمه الله : وهو أن إفراد الحج بالذكر إنما كان لبيان أن الحج مقصور على الأشهر التي عينها الله تعالى لفرضه وأنه لا يجوز نقل الحج من تلك الأشهر إلى أشهر كما كانت العرب تفعل ذلك في النسيء والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٥ صـ ١٠٦﴾
بحث فى التقويم ونظام الحياة
إنّ الحياة الفرديّة والاجتماعية لايمكن لها أن تقوم من دون نظم صحيح، نظم في التخطيط، ونظم في المديريّة والإجراء، فمن خلال نظرة سريعة إلى عالم الخلق من المنظومات الشمسيّة في السماء إلى بدن الإنسان وبناء هيكله وأعضائه المختلفة ندرك جيداً هذا الأصل الشامل والحاكم على جميع المخلوقات.
وعلى هذا الأساس جعل الله سبحانه وتعالى هذا النظم تحت اختيار الإنسان وقرّر أن تكون الحركات المنظّمة للكرة الأرضيّة حول نفسها وحول الشمس
وكذلك دوران القمر حول الأرض بانتظام وسيلة لتنظيم حياة الإنسان الماديّة والمعنويّة وترتيبها وفق برنامج معيّن.


الصفحة التالية
Icon