الجواب : معنى نفي البر عن هذا نفي أن يكون مشروعاً أو من الحنيفية، وإنما لم يكن مشروعاً لأنه غلو في أفعال الحج، فإن الحج وإن اشتمل على أفعال راجعة إلى ترك الترفه عن البدن كترك المخيط وترك تغطية الرأس إلاّ أنه لم يكن المقصد من تشريعه إعنات الناس بل إظهار التجرد وترك الترفه، ولهذا لم يكن الحمس يفعلون، ذلك لأنهم أقرب إلى دين إبراهيم، فالنفي في قوله :﴿وليس البر﴾ نفي جنس البر عن هذا الفعل بخلاف قوله المتقدم ﴿ليس البر أن تولوا وجوهكم﴾ [البقرة : ١٧٧] والقرينة هنا هي قوله :﴿وأتوا البيوت من أبوابها﴾ ولم يقل هنالك : واستقبلوا أية جهة شئتم، والمقصود من الآيتين إظهار البر العظيم وهو ما ذكر بعد حرف الاستدراك في الآيتين بقطع النظر عما نفي عنه البر، وهذا هو مناط الشبه والافتراق بين الآيتين. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢ صـ ١٩٩﴾
فائدة
قال الفخر :
ذكروا في تفسير الآية ثلاثة أوجه