ولما كان كأنه قيل : ما جوابهم ؟ قيل :﴿قل﴾ معرضاً عنه لما لهم فيه من الفتنة لأنه ينبني على النظر في حركات الفلك وذلك يجر إلى علم تسيير النجوم وما يتبعه من الآثار التي تقود إلى الكلام في الأحكام المنسوبة إليها فتستدرج إلى الإلحاد وقد ضل بذلك كثير من الأمم السالفة والقرون الماضية فاعتقدوا تأثيرها بذواتها وقد قال عليه الصلاة والسلام ناهياً عن ذلك لذلك :" من اقتبس علماً من النجوم اقتبس باباً من السحر زاد ما زاد " أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ؛ وقال علي رضي الله تعالى عنه :" من طلب علم النجوم تكهن " مرشداً سبحانه وتعالى إلى ما فيه صلاحهم :﴿هي مواقيت﴾ جمع ميقات من الوقت وهو الحد الواقع بين أمرين أحدهما معلوم سابق والآخر معلوم به لاحق. وقال الأصبهاني : والفرق بين الوقت والمدة والزمان أن المدة المطلقة امتداد حركة الفلك من مبدئها إلى الزمان، والزمان مدة مقسومة، والوقت الزمان المفروض لأمر ما. ﴿للناس﴾ في صومهم كما تقدم ومعاملاتهم ليعلموا عدد السنين والحساب ﴿والحج﴾ صرح به لأنه من أعظم مداخلها. قال الحرالي : وهو حشر العباد إلى الموقف في شهور آخر السنة، فهو أمر ديني مشعر بختم الزمان وذهابه لما فيه من آية المعاد - انتهى. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٣٦٠﴾
قال الفخر :
نقل عن ابن عباس أنه قال : ما كان قوم أقل سؤالاً من أمة محمد ﷺ سألوا عن أربعة عشر حرفاً فأجيبوا.