فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة البروج
البروج : واحدها برج، ويطلق على الحصن والقصر العالي وعلى أحد بروج السماء الاثني عشر، وهى منازل الكواكب والشمس والقمر، فيسير القمر فى كل برج منها
يومين وثلث يوم فذلك ثمانية وعشرون يوما ثم يستتر ليلتين، وتسير الشمس فى كل برج منها شهرا، ستة منها فى شمال خط الاستواء وستة فى جنوبه فالتى فى شماله هى :
الحمل والثور والجوزاء والسّرطان والأسد والسّنبلة، والتي فى جنوبه هى الميزان والعقرب والقوس والجدى والدّلو والحوت. وتقطع الثلاثة الأولى فى ثلاثة أشهر أوّلها اليوم العشرون من شهر مارس، وهذه المدة هى فصل الربيع، وتقطع الثلاثة الثانية فى ثلاثة أشهر أيضا أولها اليوم الحادي والعشرون من شهر يونيه، وهذه المدة هى فصل الصيف، وتقطع الثلاثة الأولى من الجنوبية فى ثلاثة أشهر أيضا، أولها اليوم الثاني والعشرون من شهر سبتمبر، وهذه المدة هى فصل الخريف، وتقطع الثلاثة الثانية من الجنوبية فى ثلاثة أشهر أيضا أولها اليوم الثاني والعشرون من شهر ديسمبر، وهذه المدة هى فصل الشتاء، واليوم الموعود : هو يوم القيامة، لأن اللّه قد وعد به، والشاهد والمشهود : جميع ما خلق اللّه تعالى فى هذا العالم، فإن كل ما خلقه شاهد على جليل قدرته وعظيم حكمته.
وفى كل شىء له آية تدل على أنه واحد
وهو مشهود أيضا لكل ذى عينين، والأخدود : الشق فى الأرض يحفر مستطيلا، وجمعه أخاديد، وأصحاب الأخدود : قوم كافرون ذوو بأس وقوة رأوا قوما من المؤمنين فغاظهم إيمانهم فحملوهم على الكفر فأبوا فشقوا لهم شقا فى الأرض وحشوه بالنار وألقوهم فيه، وكان هؤلاء الغلاظ الأكباد على جوانب الشق يشهدون الإحراق وما نقموا منهم : أي ما عابوا عليهم، العزيز : أي الذي لا تغلب قوته، الحميد : أي الذي يحمد على كل حال.


الصفحة التالية
Icon