وثالثها : ذو العرش، قال القفال : ذو العرش أي ذو الملك والسلطان كما يقال : فلان على سرير ملكه، وإن لم يكن على السرير، وكما يقال : ثل عرش فلان إذا ذهب سلطانه، وهذا معنى متفق على صحته، وقد يجوز أن يكون المراد بالعرش السرير، ويكون جل جلاله خلق سريراً في سمائه في غاية العظمة والجلالة بحيث لا يعلم عظمته إلا هو ومن يطلعه عليه ورابعها : المجيد، وفيه قراءتان إحداهما : الرفع فيكون ذلك صفة لله سبحانه، وهو اختيار أكثر القراء والمفسرين لأن المجد من صفات التعالي والجلال، وذلك لا يليق إلا بالله سبحانه، والفصل والاعتراض بين الصفة والموصوف في هذا النحو غير ممتنع والقراءة الثانية : بالخفض وهي قراءة حمزة والكسائي، فيكون ذلك صفة العرش، وهؤلاء قالوا : القرآن دل على أنه يجوز وصف غير الله بالمجيد حيث قال :
﴿بَلْ هُوَ قُرْءانٌ مَّجِيدٌ﴾ [ البروج : ٢١ ] ورأينا أن الله تعالى وصف العرش بأنه كريم فلا يبعد أيضاً أن يصفه بأنه مجيد، ثم قالوا : إن مجد الله عظمته بحسب الوجوب الذاتي وكمال القدرة والحكمة والعلم، وعظمة العرش علوه في الجهة وعظمة مقداره وحسن صورته وتركيبه، فإنه قيل : العرش أحسن الأجسام تركيباً وصورة وخامسها : أنه فعال لما يريد وفيه مسائل :
المسألة الأولى :
فعال خبر مبتدأ محذوف.
المسألة الثانية :
من النحويين من قال :﴿وَهُوَ الغفور الودود﴾ خبران لمبتدأ واحد، وهذا ضعيف لأن المقصود بالإسناد إلى المبتدأ إما أن يكون مجموعها أو كل واحد واحد منهما، فإن كان الأول كان الخبر واحد الآخرين وإن كان الثاني كانت القضية لا واحد قبل قضيتين.
المسألة الثانية :