وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد اللّه حديثا بلفظ الكواكب وأخرج ابن المنذر وعبد بن حميد عن أبي صالح أنها النجوم والكواكب العظام والأول أولى وأنسب بالمقام، وقد أقسم اللّه بها لما فيها من عظيم حكمته ومرور الكواكب السيارة فيها ومسيرها على قدر معلوم لا يختلف أبدا إلى حلول اليوم المعلوم "وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ٢" لخرابها وبعث الخلق وحسابهم وجزائهم "وَشاهِدٍ" فيه على الأعمال الواقعة من الخلق "وَمَشْهُودٍ ٣" فيه من أهوال وخوارق أقسم اللّه تعالى بيوم القيامة لعظمة ما فيه، وبأنبيائه الذين يشهدون على أممهم بما وقع منهم قال تعالى :(وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) الآية ٤١ من سورة النساء في ج ٣ وباليوم المشهود لما فيه من العجائب التي يطلع عليها كافة الخلق قال تعالى :
"فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ" الآية ٣٥ من سورة مريم الآتية وقال تعالى (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) الآية ١٠٣ من سورة هود من ج ٢.
وما قيل ان ذلك اليوم هو يوم الجمعة أو يوم التروية أو يوم عرفه اللّه جل شأنه والمشهود يوم عرفة أو يوم النحر أو آدم عليه السلام لا وجه له، وسياق النظم ينافيه وكل ما جاء في هذا من الأحاديث لا عبرة بها لأنها لم تثبت بصورة يصح الإحتجاج بها وجواب القسم (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ ٤) الشقوق المستطيلة في الأرض المعمولة لتعذيب الناس، واعلم أن الذين وصفوا بهذا ثلاثة ولم يعلم المراد به منهم في هذه الآية وهي تنطبق عليهم الأذل أبطاموس الرومي عملها بالشام.
والثاني بختنصر بفارس والثالث دو نواس باليمن إلا أن التي بالشام وفارس لم تشتهر عند العرب.
ت (١٥)
مطلب قصة أصحاب الأخدود :