عن تأميل رسوله بإيمان من لم يقدر له الإيمان من كفرة قومه بقوله "بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ ١٩" مستمر لك ولما جئت به من القرآن كما كذب أولئك رسلهم ولم يعتبر قومك بمن أهلكناهم من الأمم السالفة "وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ ٢٠" قادر على إنزال العذاب بهم مثل من تقدمهم لا يفلت منهم أحد لأنهم في قبضته ولا نجاة لهم من بأسه وهذا هو معنى الإحاطة من محيط ومحاط به وفيها تعويذ للكفرة لأنهم نبذوا اللّه وراء ظهورهم وأقبلوا على شهواتهم واعلم يا سيد الرسل أن الذي تتلوه على قومك ليس بسحر ولا شعر ولا كهانة ولا هو من تلقاء نفسك ولا من خرافات الأولين ولا مما يتقوله الأقدمون ولا من تعليم الغير
"بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ٢١" عظيم الشأن عالي البرهان ثابت عندنا ومدون "فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ٢٢" من التبديل والتغيير والتحريف والنقص والزيادة وقرىء بالكسر على أنه صفة للوح وبالرفع على أنه صفة للقرآن مثل لفظ المجيد المتقدم في الآية ١٥ المارة وكلاهما جائز هذا واللّه أعلم، وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلّى اللّه وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ١ صـ ٢٢٤ ـ ٢٢٩﴾