لقد أفلح، قال : وإن شئت على التقديم كأنه قيل : قتل أصحاب الأخدود والسماء ذات البروج وثانيها : ما ذكره الزجاج، وهو أن جواب القسم :﴿إِنَّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ﴾ [ البروج : ١٢ ] وهو قول ابن مسعود وقتادة وثالثها : أن جواب القسم قوله :﴿إِنَّ الذين فَتَنُواْ﴾ [ البروج : ١٠ ] الآية كما تقول : والله إن زيداً لقائم، إلا أنه اعترض بين القسم وجوابه، قوله :﴿قُتِلَ أصحاب الأخدود﴾ إلى قوله :﴿إِنَّ الذين فَتَنُواْ﴾ [ البروج : ١٠ ] ورابعها : ما ذكره جماعة من المتقدمين أن جواب القسم محذوف، وهذا اختيار صاحب "الكشاف" إلا أن المتقدمين، قالوا : ذلك المحذوف هو أن الأمر حق في الجزاء على الأعمال وقال صاحب "الكشاف" : جواب القسم هو الذي يدل عليه قوله :﴿قُتِلَ أصحاب الأخدود﴾ كأنه قيل : أقسم بهذه الأشياء، أن كفار قريش ملعونون كما لعن أصحاب الأخدود، وذلك لأن السورة وردت في تثبيت المؤمنين وتصبيرهم على أذى أهل مكة وتذكيرهم بما جرى على من تقدمهم من التعذيب على الإيمان حتى يقتدوا بهم ويصبروا على أذى قومهم، ويعلموا أن كفار مكة عند الله بمنزلة أولئك الذين كانوا في الأمم السالفة يحرقون أهل الإيمان بالنار، وأحقاء بأن يقال فيهم : قتلت قريش كما :﴿قُتِلَ أصحاب الأخدود﴾ أما قوله تعالى :﴿قُتِلَ أصحاب الأخدود﴾ ففيه مسائل :
المسألة الأولى :
ذكروا قصة أصحاب الأخدود على طرق متباينة ونحن نذكر منها ثلاثة :


الصفحة التالية
Icon