واعلم أنه تعالى أشار بقوله :﴿العزيز﴾ إلى أنه لو شاء لمنع أولئك الجبابرة من تعذيب أولئك المؤمنين، ولأطفأ نيرانهم ولأماتهم وأشار بقوله :﴿الحميد﴾ إلى أن المعتبر عنده سبحانه من الأفعال عواقبها فهو وإن كان قد أمهل لكنه ما أهمل، فإنه تعالى يوصل ثواب أولئك المؤمنين إليهم، وعقاب أولئك الكفرة إليهم، ولكنه تعالى لم يعالجهم بذلك لأنه لم يفعل إلا على حسب المشيئة أو المصلحة على سبيل التفضل، فلهذا السبب قال :﴿والله على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ فهو وعد عظيم للمطيعين ووعيد شديد للمجرمين. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣١ صـ ١٠٤ ـ ١١٠﴾