وقيل : الأنبياء يَشْهَدون على أممهم ؛ لقوله تعالى :﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ ﴾
[ النساء : ٤١ ].
وقيل : آدم.
وقيل : عيسى بن مريم ؛ لقوله :﴿ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ﴾ [ المائدة : ١١٧ ].
والمشهود : أمته.
وعن ابن عباس أيضاً ومحمد بن كعب : الشاهد الإنسان ؛ دليله :﴿ كفى بِنفسِك اليوم عليك حسِيباً ﴾ [ الإسراء : ١٤ ] مقاتل : أعضاؤه ؛ بيانه :﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [ النور : ٢٤ ].
الحسين بن الفضل : الشاهد هذه الأمّة، والمشهود سائر الأمم ؛ بيانه :﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى الناس ﴾ [ البقرة : ١٤٣ ].
وقيل : الشاهد : الحفَظَة، والمشهود : بنو آدم.
وقيل : الليالي والأيام.
وقد بيناه.
قلت : وقد يشهد المالُ على صاحبه، والأرضُ بما عُمل عليها ؛ ففي صحيح مسلم عن النبيّ ﷺ :" إن هذا المال خَضِر حُلْو، ونِعم صاحبُ المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل أو كما قال رسول الله ﷺ وإنه من يأخذْه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يَشْبَع ويكون عليه شهيداً يوم القيامة " وفي الترمذيّ عن أبي هريرة قال :" قرأ رسول الله ﷺ هذه الآية :﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ [ الزلزلة : ٤ ] قال :"أتدرون ما أخبارُها"؟ قالوا : الله ورسوله أعلم.
قال :"فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، تقول عمل يوم كذا كذا كذا وكذا.
قال : فهذه أخبارها" " قال حديث حسن غريب صحيح.
وقيل : الشاهد الخلْق، شهدوا لله عزّ وجلّ بالوحدانية.
والمشهود له بالتوحيد هو الله تعالى.


الصفحة التالية
Icon