و "الوقود" بفتح الواو قراءة العامة، وهو الحَطَب.
وقرأ قتادة وأبو رجاء ونصر بن عاصم ( بضم الواو ) على المصدر ؛ أي ذات الاتقاد والالتهاب.
وقيل : ذات الوُقود بأبدان الناس.
وقرأ أشهب العُقَيلي وأبو السَّمال العدويّ وابن السميقع "النار ذات" بالرفع فيهما ؛ أي أحرقتهم النار ذات الوقود.
﴿ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ﴾ أي الذين خدّدوا الأخاديد وقعدوا عليها يلقون فيها المؤمنين، وكانوا بنجرانَ في الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم.
وقد اختلفت الرواة في حديثهم.
والمعنى متقارب.
ففي صحيح مسلم عن صُهَيب : أن رسول الله ﷺ قال :" كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر ؛ فلما كبر قال للملك : إني قد كبرت فابعث إليّ غلاماً أعلمه السحر ؛ فبعث إليه غلاماً يعلمه ؛ فكان في طريقه إذا سَلَك، راهب، فقعد إليه وسمع كلامه، فأعجبه ؛ فكان إذا أتي الساحر مرّ بالراهب وقعد إليه ؛ فإذا أتى الساحر ضربه ؛ فشكا ذلك إلى الراهب، فقال : إذا خشيت الساحرَ فقل : حبسني أهلي.
وإذا خشيت أهلك فقل : حبسني الساحر.
فبينما هو كذلك إذ أتي على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال : اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجراً فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحبّ إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة، حتى يمضي الناس ؛ فرماها فقتلها ومضى الناس.
فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب : أي بني ؛ أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى ؛ فإن ابتليت فلا تدلَّ عليّ.
وكان الغلام يبرىء الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء.
فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة فقال : ما ها هنا لك أجمع إن أنت شفيتني.
فقال : إني لا أشفي أحداً، إنما يشفِي الله ؛ فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك ؛ فآمن بالله فشفاه الله.