كقوله ﴿ فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴾ [ القارعة : ٧ ] أي : مرضية ثم قال :﴿ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصلب والترائب ﴾ يعني : خلق من مائين، من ماء الأب يخرج من بين الصلب، ومن ماء الأم يخرج من الترائب.
والترائب : موضع القردة كما قال امرؤ القيس
مهفهفة بيضاء غير مفاضة.
.. ترائبها مصقولة كالسجنجل
ثم قال :﴿ إِنَّهُ على رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴾ يعني : على بعثه وإعادته بعد الموت لقادر، ويقال على رجعه إلى صلب الآباء، وترائب الأمهات لقادر، والتفسير الأول أصح لأنه قال :﴿ يَوْمَ تبلى السرائر ﴾ يعني : تظهر الضماير.
ويقال : يختبر السرائر ﴿ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ ﴾ يعني : ليس له قوة يدفع العذاب عن نفسه، ولا مانع يمنع العذاب عنه.
وقوله :﴿ والسماء ذَاتِ الرجع ﴾ فهو قسم، أقسم الله تعالى بخالق السماء ذات الرجع، يعني : يرجع السحاب بالمطر، بعد المطر والسحابة بعد السحابة ﴿ والأرض ذَاتِ الصدع ﴾ يعني : يتصدع فيخرج ما بالنبات والثمار، فيجعلها قوتاً لبني آدم عليه السلام ويقال : ذات الصدع يعني : ذات الأودية، وهو قول مجاهد وقال قتادة : يعني : ذات النبات ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ﴾ يعني : القرآن قول حق وجد ﴿ وَمَا هوَ بالهزل ﴾ يعني : باللعب ويقال لم ينزل بالباطل قوله تعالى :﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً ﴾ يعني : يمكرون مكراً وهم أهل مكة في دار الندوة ويقال يكيدون كيداً يعني يصنعون أمراً وهو الشرك والمعصية ﴿ وَأَكِيدُ كَيْداً ﴾ يعني : أصنع لهم أمراً، وهو القتل في الدنيا والعذاب في الآخرة قوله تعالى :﴿ فَمَهّلِ الكافرين ﴾ يعني : أجل الكافرين ويقال : خل عنهم ﴿ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ﴾ يعني : أجلهم قليلاً أي إلى وقت الموت ويقال إنهم يكيدون كيداً بمعنى : الخراصون الذين يحبسون في كل طريق يعني : يصدون الناس عن دينه يعني يحبسون الناس في كل طريق يصدون الناس عن دينه.