﴿ إِنَّهُ على رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴾ قال قتادة : إنّ الله سبحانه على بعث الإنسان واعادته بعد الموت قادر، وقال عكرمة : إن الله سبحانه على ردِّ الماء إلى الصلب الذي خرج منه لقادر، وعن مجاهد : على ردِّ النطفة في الإحليل، وعن الضحاك : إنه على ردِّ الإنسان ماء كما كان قبل لقادر، مقاتل بن حيان عنه : يقول : إنّ شئت ردرته من الكبر إلى الشباب ومن الشباب إلى الصبى، ومن الصبى إلى النطفة، وعن ابن زيد : أنه على حبس ذلك الماء لقادر حتى لا يخرج.
وأولى الأقاويل : بالصواب تأويل قتادة لقوله تعالى :﴿ يَوْمَ تبلى السرآئر ﴾ أي تظهر الخفايا، وقال قتادة ومقاتل وسعيد بن جبير عن عطاء بن أبي رباح : السرائر : فرائض الأعمال كالصّوم والصلاة والوضوء وغسل الجنابة، ولو شاء العبد أن يقول قد صمت وليس بصائم وقد صلّيت ولم يصلّ وقد أغتسلت ولم يغتسل لفعل.
أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا طلحة وابن البواب قال : حدّثنا أبو بكر بن مجاهد قال : حدّثنا إسماعيل عن عبد الله بن إسماعيل عن ابن زيد ﴿ يَوْمَ تبلى السرآئر ﴾ قال : السرائر : الصلاة والصيام وغسل الجنابة، ودليل هذا التأويل ما أخبرنا الحسين قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن إسحاق قال : أخبرني عروبة قال : حدّثنا هاشم بن القاسم الحراني قال : حدّثنا عبد الله بن وهب عن يحيى بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الجبلي عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله ﷺ :
" ثلاث من حافظ عليها فهو وليّ الله حقاً، ومن اختانهن فهو عدو الله حقاً، الصلاة والصوم والغسل من الجنابة ".
﴿ فَمَا لَهُ ﴾ : يعني الإنسان الكافر ﴿ مِن قُوَّةٍ ﴾ تمنعه ﴿ وَلاَ نَاصِرٍ ﴾ : ينصره ﴿ والسمآء ذَاتِ الرجع ﴾ أي ترجع بالغيث وأرزاق العباد كلّ عام، لولا ذلك لهلكوا وهلكت معايشهم، وقال ابن عباس : هو السحاب فيه المطر.