القول : ان المراد بالفصل القرآن تصديقاً لكتابه، فعلى هذا في تاويل قوله " فصل " وجهان :
أحدهما : حق، قاله ابن عباس.
الثاني : ما رواه الحارث عن عليّ قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :" كتابِ الله فيه خير ما قبلكم، وحكم ما بعدكم، هو الفصل ليس بالهزل، مَنْ تركه مِن جبّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ".
﴿ وما هو بالهزْلِ ﴾ وهذا تمام ما وقع عليه القسم، وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها : باللعب، قاله ابن عباس ومجاهد.
الثاني : بالباطل، قاله وكيع والضحاك.
الثالث : بالكذب، قاله السدي.
﴿ إنّهم يَكِيدُونَ كيْداً ﴾ يعني أهل مكة حين اجتمعوا في دار الندوة على المكر برسول الله ﷺ، كما قال تعالى :﴿ وإذ يمْكَرُ بك الذين كَفَروا لِيُثْبِتوكَ أو يَقْتلوكَ أو يُخْرِجوكَ ﴾ فقال ها هنا :" إنهم يكيدون كيداً " أي يمكرون مكراً.
﴿ وأكيدُ كيْداً ﴾ يعني بالانتقام في الآخرة بالنار، وفي الدنيا بالسيف.
﴿ فمهّلِ الكافرين أَمْهِلْهم رُوَيْداً ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : قريباً، قاله ابن عباس.
الثاني : انتظاراً، ومنه قول الشاعر :
رُويْدك حتى تنطوي ثم تنجلي... عمايةُ هذا العارضِ المتألّقِ
الثالث : قليلاً، قاله قتادة.
قال الضحاك : فقتلوا يوم بدر.
وفي " مهّل " " وأمْهل " وجهان :
أحدهما : أنهما لغتان معناهما واحد.
الثاني : معناهما مختلف، فمهّل الكف عنهم، وأمْهِل انتظار العذاب لهم. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٦ صـ ٢٤٤ ـ ٢٥٠﴾