والثاني : أنه على رجعه من حال الكبر إلى الشباب، ومن الشباب إلى الصبا، ومن الصبا إلى النطفة قادر، قاله الضحاك.
والقول الثاني : أنها تعود إلى الماء.
ثم في معنى الكلام ثلاثة أقوال.
أحدها : رد الماء في الإحليل، قاله مجاهد.
والثاني : على رده في الصلب، قاله عكرمة، والضحاك.
والثالث : على حبس الماء فلا يخرج، قاله ابن زيد.
قوله تعالى :﴿ يوم تبلى السرائر ﴾ التي بين العبد وبين ربه حتى يظهر خيرها من شرها، ومؤدِّيها من مضيِّعها، فإن الإنسان مستور في الدنيا، لا يُدري أصلى، أم لا؟ أتوضأ، أم لا؟ فإذا كان يوم القيامة أبدى الله كل سِرٍّ، فكان زَيْناً في الوجه، أو شَيْناً.
وقال ابن قتيبة : تُخْتَبرُ سرائر القلوب.
قوله تعالى :﴿ فما له من قوة ﴾ أي : فما لهذا الإنسان المنكر للبعث من قوة يمتنع بها من عذاب الله ﴿ ولا ناصر ﴾ ينصره.
قوله تعالى :﴿ والسماء ذات الرَّجع ﴾ أي : ذات المطر، وسمي المطر رجعاً لأنه يجيء ويرجع ويتكرَّر ﴿ والأرض ذات الصَّدْع ﴾ أي : ذات الشقّ.
وقيل لها هذا، لأنها تتصدَّع وتتشقَّق بالنبات، هذا قول المفسرين وأهل اللغة في الحرفين.
قوله تعالى :﴿ إنه لقول فصل ﴾ يعني به القرآن، وهذا جواب القسم.
والفصل : الذي يفصل بين الحق والباطل بالبيان عن كل واحد منهما ﴿ وما هو بالهَزْل ﴾ أي : بالَّلعِب.
والمعنى : إنه جِدٌّ، ولم ينزل بالَّلعِب.
وبعضهم يقول : الهاء، في "إنه" كناية عن الوعيد المتقدم ذكره.
قوله تعالى :﴿ إنهم ﴾ يعني مشركي مكة ﴿ يكيدون كيداً ﴾ [ أي : يحتالون ] وهذا الاحتيال المكر برسول الله ﷺ حين اجتمعوا في دار الندوة، ﴿ وأكيد كيداً ﴾ أي : أُجازيهم [ على كيدهم ] بأن أستدرجهم من حيث لا يعلمون، فأنتقم منهم في الدنيا بالسيف، وفي الآخرة بالنار.
﴿ فمهِّل الكافرين ﴾ هذا وعيد من الله لهم.
ومَهِّل وأَمْهِل لغتان جمعتا هاهنا.