قال عبد الله بن عمر : يبدي الله تعالى يوم القيامة كل سر، فيكون زيناً في وجوه وشيناً في وجوه، يعني من أدى الفرائض كما أمر كان وجهه مشرقاً، مستنيراً يوم القيامة، ومن ضيعها أو انتقص منها كان وجهه أغبر.
﴿ فما له ﴾ أي لهذا الإنسان المنكر البعث.
﴿ من قوة ﴾ أي يمتنع بها من عذاب الله ﴿ ولا ناصر ﴾ أي ينصره من الله، ثم ذكر قسماً آخر فقال تعالى ﴿ والسماء ذات الرجع ﴾ أي ذات المطر، سمي به لأنه يجيء ويرجع ويتكرر ﴿ والأرض ذات الصدع ﴾ أي تتصدع وتنبثق عن النبات، والشجر، والأنهار، وجواب القسم.
قوله تعالى :﴿ إِنَّه ﴾ يعني القرآن ﴿ لقول فصل ﴾ أي إنه لحق وجد يفصل بين الحق والباطل.
﴿ وما هو بالهزل ﴾ أي باللعب والباطل.
﴿ إنهم ﴾ يعني مشركي مكة، ﴿ يكيدون كيداً ﴾ يعني يحتالون بالمكر بالنبي ( ﷺ )، وذلك حين اجتمعوا في دار الندوة وتشاوروا فيه.
﴿ وأكيد كيداً ﴾ يعني أجازيهم على كيدهم بأن استدرجهم من حيث لا يعلمون فأنتقم منهم في الدنيا بالسيف، وفي الآخرة بالنار ﴿ فمهل الكافرين ﴾ أي لا تستعجل ولا تدع بهلاكهم.
قال ابن عباس : هذا وعيد لهم من الله، ثم لمَّا أمره بإمهالهم بيّن أن ذلك الإمهال قليل.
فقال تعالى :﴿ أمهلهم رويداً ﴾ يعني قليلاً، فأخذهم الله يوم بدر ونسخ الإمهال بآية السيف، والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٧ صـ ٢٣٢ ـ ٢٣٤﴾