وأقول : ويجوز أن يعود الضمير في ﴿ إنه ﴾ على الكلام الذي أخبر فيه ببعث الإنسان يوم القيامة، وابتلاء سرائره : أي إن ذلك القول قول جزم مطابق للواقع لا هزل فيه، ويكون الضمير قد عاد على مذكور، وهو الكلام الذي تضمن الأخبار عن البعث، وليس من الأخبار التي فيها هزل بل هو جد كله.
﴿ إنهم ﴾ : أي الكافرون، ﴿ يكيدون ﴾ : أي في إبطال أمر الله وإطفاء نور الحق، ﴿ وأكيد ﴾ : أي أجازيهم على كيدهم، فسمى الجزاء كيداً على سبيل المقابلة، نحو قوله تعالى :﴿ ومكروا ومكر الله ﴾ ﴿ إنما نحن مستهزءون ﴾ ﴿ الله يستهزىء بهم ﴾ ثم أمر رسوله ( ﷺ ) فقال :﴿ أمهلهم رويداً ﴾ : أي انتظر عقوبتهم ولا تستعجل ذلك ثم أكد أمره فقال :﴿ أمهلهم رويداً ﴾ : أي إمهالاً لما كرر الأمر توكيداً خالف بين اللفظين، على أن الأول مطلق، وهذا الثاني مقيد بقوله :﴿ رويداً ﴾.
وقرأ ابن عباس : مهلهم، بفتح الميم وشدّ الهاء موافقة للفظ الأمر الأول. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon