ومكوناته، أو لاستقامة الحياة فيه، أو لكليهما معا، وذلك لأن الله ( تعالي ) غني عن القسم لعباده، كما سبق وأن أشرنا وكررنا لمرات عديدة، وعندي أن معني الطارق النجم الثاقب لا ينجلي إلا بمعرفة دقيقة لطبيعة النجوم وأنواعها ومراحل تكونها، لأن هذه قضية علمية صرفة، وكطبيعة كل الإشارات الكونية في القرآن الكريم، لابد من توظيف المعارف العلمية لفهم دلالاتها، حيث لا يمكن لتلك الدلالات أن تتضح في الإطار اللغوي وحده.
المدلول اللغوي للفظة الطارق
لفظة الطارق اسم فاعل من الطرق بمعني الضرب بشدة، وأصل الطرق الدق، ومنه سميت المطرقة التي يطرق بها، وهذا هو الأصل، ولكن استخدمت اللفظة مجازا لتدل علي الطريق أي السبيل، لأن السابلة تطرقها بأقدامها، ثم صارت اسما لسالك الطريق، باعتبار أنه يطرقها بقدميه، ولفظة الطريق تذكر وتؤنث، وجمعها أطرقة، وطرق.
كذلك استخدم لفظ الطريقة بمعني الوسيلة أو الحالة.
واستخدم الطرق والمطروق للإشارة إلي ماء السماء الذي تطرقه الإبل بعد سقوطه علي الأرض، واستخدم لفظ الطارق علي سبيل المجاز للتعبير عن كل ما جاء بليل، فسمي قاصد الليل طارقا لاحتياجه إلي طرق الأبواب المغلقة، ثم اتسع هذا الاستعمال المجازي ليشمل كل ما ظهر بليل، ثم زيد في توسيعه حتي أطلق علي الصور الخيالية البادية لبعض الناس بالليل.
وطريقة القوم وطرائقهم أماثلهم وخيارهم، والطرائق الفرق والطرق.
والطرق أيضا الضرب بالحصي، وهو من الكهانة والتكهن، والطراق هم المتكهنون، والطوارق هن المتكهنات.
آراء المفسرين في الطارق النجم الثاقب
ذكر ابن كثير قول قتادة وغيره من متقدمي المفسرين ( يرحمهم الله جميعا ) مانصه : إنما سمي النجم طارقا، لأنه إنما يري بالليل، ويختفي بالنهار، ويؤيده ما جاء بالحديث :( إلا طارقا يطرق بخير يارحمن )، وأضاف قول ابن عباس ( رضي