فصل فى إعراب جميع آيات السورة الكريمة


قال الإمام أبو البقاء العكبرى :
سورة الطارق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

جواب القسم (إن كل نفس) وإن بمعنى " ما " و (لما) بالتشديد بمعنى إلا، وبالتخفيف ما فيه زائدة، وإن هي المخففة من الثقيلة: أي إن كل نفس لعليها حافظ وحافظ مبتدأ، وعليها الخبر، ويجوز أن يرتفع حافظ بالظرف، و (دافق) على النسب: أي ذو اندفاق، وقيل هو بمعنى مدفوق، وقيل هو على المعنى، لأن اندفق الماء بمعنى نزل، والهاء في (رجعه) تعود على الإنسان، فالمصدر مضاف إلى المفعول: أي الله قادر على بعثه، فعلى هذا في قوله تعالى (يوم تبلى السرائر) أوجه: أحدها هو معمول قادر.
والثانى على التبيين: أي يرجع يوم تبلى.
والثالث تقديره اذكر، ولا يجوز أن يعمل فيه رجعه للفصل بينهما بالخبر، وقيل الهاء في رجعه للماء: أي قادر على رد الماء في الإحليل أو في الصلب، فعلى هذا يكون منقطعا عن قوله تعالى " يوم تبلى السرائر " فيعمل فيه اذكر، و (رويدا) نعت لمصدر محذوف: أي إمهالا رويدا، ورويدا تصغير رود، وقيل هو مصدر محذوف الزيادة، والأصل إروادا، والله أعلم. أ هـ ﴿ إملاء ما من به الرحمن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon