فصل فى التفسير الموضوعى للسورة كاملة


قال الشيخ محمد الغزالى :
سورة الطارق
" والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق * النجم الثاقب ". فى السماء كواكب تشبه أرضنا فى أنها معتمة لا وهج لها ولا نور. وفيها نجوم متألقة الكيان كالشمس أو دونها. وقد يكون الطارق أحد هذه النجوم، ويسميه العرب الشاهد وهو يظهر مع الغروب. وربما قصد به جملة النجوم المضيئة الهادية. والمقسم عليه قوله تعالى بعد " إن كل نفس لما عليها حافظ". إن الخالق الكبير لا يعييه أن يجعل حفظة على كل إنسان تحصى عليه ما يفعل وما يذر!! ومضى السياق فى الاستدلال " فلينظر الإنسان مم خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب". تفاصيل الخلق الإنسانى مشروحة فى علم الأحياء، وقد عرفت أن بعض علماء الغرب الخبراء فى "علم الأجنة " أعلنوا إسلامهم للدقة التى تحدث بها القرآن عن أطوار الخلق ومراحله، ولا يعرف هذا فى كتاب سابق! إن العامة والخاصة يدركون أن بداية الخلق من ماء يمر بمجارى البول تشرف عليه غدد معقدة متصلة بالجهاز العصبى! من هنا البداية! لكن مم يخلق الإنسان بعد ما بدأ وجوده؟ من أطعمة تقدمها له القارات كلها، فما يأكله أو يشربه تشترك فى إنباته سحب الشرق والغرب وأتربة الأقطار من شتى البلاد. لو قيل لكل ذرة من لحم الإنسان وعظمه وشعره.. إلخ عودى من حيث جئت لتوزعه سطح الأرض كلها... لكن الإنسان كفور! وأيا ما كان الأمر، فهو عائد لحساب مر " يوم تبلى السرائر * فما له من قوة ولا ناصر". ويمضى السياق فى الحديث عن القدرة العليا. إن الأرض تشق، والسماء تمطر، والحبوب والفواكه تجنى وتصدر هنا وهناك.


الصفحة التالية
Icon