" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. والسماء والطارق )
السّورة مكِّيّة.
وآياتها سبعَ عشرة فى عدّ الجميع، غير أَبى جعفر ؛ فإِنَّها عند ستَّ عشرة.
أَسقط ﴿يَكِيْدُوْنَ كَيْدًا﴾، وعدّها الباقون.
وكلماتها إِحدى وستُّون.
وحروفها مائتان وتسع وثلاثون.
فواصل آياتها (ظلّ بق عار).
سمِّيت بأَوّلها الطارق.
مقصود السّورة : القسم على حفظ أَحوال الإِنسان، والخبر عن حاله فى الابتداءِ والانتهاءِ، وكشف الأَسرار فى يوم الجزاءِ، والقَسَم على أَنَّ كلمات القرآن جَزْل، غير هَزْل، من غير امتراءِ، وشفاعة حضرة الكبرياءِ إِلى سيّد اللأَنبياءِ بإِمهال الكافرين، فى العذاب والبلاءِ، فى قوله :﴿أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً﴾.
المنسوخ فيها آية واحدة : م ﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ﴾ ن آية السّيف.
ومن المتشابه ﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً﴾ وهذا تكرار، وتقديره : مهِّل مهِّل مهِّل ؛ لكنَّه عدل فى الثَّانى إِلى (أَمهل) ؛ لأَنَّه من أَصله، وبمعناه : كراهة التكرار، وعدل فى الثالث إِلى قوله :﴿رُوَيْداً﴾ ؛ لأَنَّه بمعناه، أَى أَرْودهم إِرواداً.
ثم صُغِّر (إِرواداً) تصغير التَّرخيم، فصار : رويداً.
وقيل :(رويدًا) صفة مصدر محذوف، أَى إِمهالاً رُويْدًا، فيكون التكرار مرّتين.
وهذه أُعجوبة.
فضل السّورة
فيه حديثان ضعيفان : عن أُبىّ : مَنْ قرأَها أَعطاه الله من الأَجر بعدد كلّ نجم فى السّماءِ عشرَ حسنات.
وقال : يا علىّ من قرأَها فكأَنَّما قرأَ ثلثى القرآن، وله بكلّ آية قرأَها ثوابُ مَن يأْمر بالمعروف، وينهى عن المنكر. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ١ صـ ٥١٢ ـ ٥١٣﴾