وروى إسماعيل عن أهل مكة "يخرج من بين الصُّلُب" بضم اللام.
ورُوِيت عن عيسى الثقفي.
حكاه المهدويّ وقال : من جعل المنِيّ يخرج من بين صلب الرجل وترائبه، فالضمير في "يخرج" للماء.
ومن جعله من بين صلب الرجل وترائب المرأة، فالضمير للإنسان.
وقرىء "الصَّلَب"، بفتح الصاد واللام.
وفيه أربعُ لغات : صُلْب وصُلُب وصَلَب وصَالَب.
قال العَجَّاج :
في صَلَبٍ مثلِ العِنان المؤدَمِ...
وفي مدح النبيّ ﷺ :
تُنْقَل من صَالَبٍ إلى رَحِمٍ...
الأبيات مشهورة معروفة.
﴿ إِنَّهُ ﴾ أي إن الله جل ثناؤه ﴿ على رَجْعِهِ ﴾ أي على ردّ الماء في الإحليل، ﴿ لَقَادِرٌ ﴾ كذا قال مجاهد والضحاك.
وعنهما أيضاً أن المعنى : إنه على رد الماء في الصلب ؛ وقاله عكرمة.
وعن الضحاك أيضاً أن المعنى : إنه على ردّ الإنسان ماء كما كان لقادر.
وعنه أيضاً أن المعنى : إنه على ردّ الإنسان من الكِبَر إلى الشباب، ومن الشباب إلى الكبر، لقادر.
وكذا في المهدوِيّ.
وفي الماوردِيّ والثعلبيّ : إلى الصِّبا، ومن الصبا إلى النطفة.
وقال ابن زيد : إنه على حبس ذلك الماء حتى لا يخرج، لقادر.
وقال ابن عباس وقتادة والحسن وعكرمة أيضاً : إنه على ردّ الإنسان بعد الموت لقادر.
وهو اختيار الطبريّ.
الثعلبيّ ؛ وهو الأقوى ؛ لقوله تعالى :﴿ يَوْمَ تبلى السرآئر ﴾.
قال الماورديّ : ويحتمل أنه على أن يعيده إلى الدنيا بعد بعثه في الآخرة ؛ لأن الكفار يسألون الله تعالى فيها الرَّجْعة. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٢٠ صـ ﴾