وهي قليلة الاستعمال واستشهد بعض الأجلة بقوله تعالى :﴿ خلق من ماء دافق ﴾ [ الطارق : ٦ ] على أن الإنسان هو الهيكل المخصوص كما ذهب إليه جمهور المتكلمين النافين للنفس الناطقة الإنسانية المجردة التي ليست داخل البدن ولا خارجه وقال : إنه شاهد قوي على ذلك وتأويله بأنه على حذف المضاف أي خلق بدن الإنسان لا يسمع ما لم يقم برهان على امتناع ظاهره انتهى وأنت تعلم أن القائلين بالنفس الناطقة المجردة قد أقاموا فيما عندهم براهين على إثباتها نعم إن فيها أبحاثاً للنافين وتحقيق ذلك بما لا مزيد عليه في كتاب الروح للعلامة ابن القيم عليه الرحمة.
﴿ إِنَّهُ على رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴾ الضمير الأول للخالق تعالى شأنه وكما فخم أولاً بترك الفاعل في قوله تعالى :﴿ مّمَّا خَلَقَ خلق ﴾ [ الطارق : ٥، ٦ ] إذ لا يذهب إلى خالق سواه عز وجل فخم بازضمار ثانياً والضمير الثاني للإنسان أي إن ذلك الذي خلقه ابتداء مما ذكر على إعادته بعد موته لبين القدرة وهذا كما في قوله
: لئن كان تهدي برد أنيابها العلي...
لأفقر مني أنني لفقير


الصفحة التالية
Icon