وقال الفراء :
سُورَة الْأَعْلَى
﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ﴾
قوله عز وجل: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ...﴾، و ﴿باسم ربك﴾.
كل ذلك قد جاء وهو من كلام العرب.
﴿ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى...﴾.
قدّر خلْقه فهدى الذكر لِمَأْتى الأنثى من البهائم.
ويقال: قدّر فهدى وأضل، فاكتفى من ذكر الضلال بذكر الهدى لكثرة ما يكون معه. والقراءُ مجتمعون على تشديد (قدّر). وكان أبو عبدالرحمن السلمى يقرأ: قَدَر مخففة، ويرون أنها من قراءة على بن أبى طالب (رحمه الله) [/ا] والتشديد أحب إلىّ لاجتماع القراء عليه.
﴿ فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَى * سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى * إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَى...﴾.
إذا صار النبت يبساً فهو غثاء. والأحوى: الذى قد اسودّ عن العتق ويكون أيضاً: أخرج المرعى أحوى، فجعله غثاءً، فيكون مؤخَّرا معناه التقديم.
وقوله عز وجل: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى... إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ...﴾.
لم يشأ أن ينسى شيئا، وهو كقوله: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّماوَاتُ والأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّك﴾ ولا يشاء. وأنت قائل فى الكلام: لأعطينك كل ما سألت إلاَّ ما شئتُ، وإلاَّ أَن أشاءَ أن أمنعَك، والنية ألا تمنعه، وعلى هذا مجارى الأيمان يستثنى فيها. ونية الحالف التمام.
سورة ( الأعلى )
﴿ وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى ﴾
وقوله تبارك وتعالى: ﴿وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى...﴾.
يتجنب الذكرى فلا يذكر.
﴿ الَّذِى يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ﴾
وقوله جل وعز: ﴿النَّارَ الْكُبْرَى...﴾.
هى السفلى من أطباق النار.
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى ﴾
وقوله عز وجل: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى...﴾.
عمِل بالخير وتصدق، ويقال: قد أفلح من تزكى: تصدق قبل خروجه يوم العيد.