ومن المفسرين من خص هذه الآية بالمؤمنين وليس بشيء إذ لا قيد يقيدها، كما أن من قال إنها خاصة بالكفار على معنى أنهم لا يؤمنون بها على حد قوله تعالى :(إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها) الآية ٧ من سورة يونس في ج ٢ غير وجيه لأن المطلق يجب أن يبقى على إطلاقه حتى يقيد، كما أن العام يجب أن يبقى على عمومه حتى
يخصص والآية المحتج بها مقيدة كما يفهم من ظاهرها لأن الذين لا يرجون الآخرة هم منكر والبعث، والذين رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا إليها قد صرفوا النظر عن الآخرة فيجوز أن يكونوا الكفار أيضا، أما هذه الآية فليس فيها ما يحصرها على المؤمن والكافر فأجريناها على إطلاقها.
مطلب ما في صحف ابراهيم وموسى والحكم الشرعي في العيد :
قال تعالى "إِنَّ هذا" أي قد أفلح إلى هنا "لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى ١٨" التي نزلت قبل القرآن على الأنبياء والرسل ونظير هذه الآية الآيتان ٣٦ و٣٧ من سورة والنجم والآية ١٩٦ من الشعراء ثم أبدل من عموم الصحف الأولى "صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ١٥" أي أن ذلك كله مذكور فيها وان جميع الشرائع متفقة على ما في صحفهما وما أنزل على غيرهما ممن تقدمهما داخل فيهما من حيث أصول الدين الثلاثة، راجع بحثها في المطلب الحادي عشر من المقدمة.
عن أبي ذر قال : دخلت المسجد فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم للمسجد تحية، فقلت وما تحيته يا رسول اللّه ؟ قال ركعتان "أراد صلّى اللّه عليه وسلم مسجده الشريف وهكذا حكم المسجد الأقصى وسائر المساجد، أما المسجد الحرام فتحيته الطواف" قلت يا رسول اللّه هل أنزل عليك شيء مما كان في صحف ابراهيم وموسى ؟ قال أباذر اقرأ قد أفلح إلخ أي من هذه السورة، قلت يا رسول اللّه فما كانت صحف موسى ؟ قال : كانت كلها عبرا :