أما على الوجه الأول ففي اللفظ احتمالات أحدها : أن المراد نزه اسم ربك عن أن تسمي به غيره، فيكون ذلك نهياً على أن يدعى غيره باسمه، كما كان المشركون يسمون الصنم باللات، ومسيلمة برحمان اليمامة وثانيها : أن لا يفسر أسماءه بما لا يصح ثبوته في حقه سبحانه نحو أن يفسر الأعلى بالعلو في المكان والاستواء بالاستقرار بل يفسر العلو بالقهر والاقتداء والاستواء بالاستيلاء وثالثها : أن يصان عن الابتذال والذكر لا على وجه الخشوع والتعظيم، ويدخل فيه أن يذكر تلك الأسماء عند الغفلة وعدم الوقوف على معانيها وحقائقها ورابعها : أن يكون المراد بسبح باسم ربك، أي مجده بأسمائه التي أنزلتها عليك وعرفتك أنها أسماؤه كقوله :﴿قُلِ ادعوا الله أَوِ ادعوا الرحمن﴾ [ الإسراء : ١١٠ ] ونظير هذا التأويل قوله تعالى :﴿فَسَبّحْ باسم رَبّكَ العظيم﴾ [ الواقعة : ٧٤ ] ومقصود الكلام من هذا التأويل أمران : أحدهما :﴿سَبِّحِ اسم رَبّكَ الأعلى﴾، أي صل باسم ربك، لا كما يصلي المشركون بالمكاء والتصدية والثاني : أن لا يذكر العبد ربه إلا بأسماء التي ورد التوقيف بها، قال الفراء : لا فرق بين ﴿سَبِّحِ اسم رَبّكَ﴾ وبين ﴿فَسَبّحْ باسم رَبّكَ﴾ قال الواحدي : وبينهما فرق لأن معنى ﴿فَسَبّحْ باسم رَبّكَ﴾ نزه الله تعالى بذكر اسمه المنبىء عن تنزيهه وعلوه عما يقول المبطلون، و ﴿سَبِّحِ اسم رَبّكَ﴾ أي نزه الاسم من السوء وخامسها : قال أبو مسلم : المراد من الاسم ههنا الصفة، وكذا في قوله تعالى :﴿وَللَّهِ الأسماء الحسنى فادعوه بِهَا﴾ [ الأعراف : ١٨٠ ] أما على الوجه الثاني وهو أن يكون الاسم صلة ويكون المعنى سبح ربك وهو اختيار جمع من المحققين، قالوا : لأن الاسم في الحقيقة لفظة مؤلفة من حروف ولا يجب تنزيهها كما يجب في الله تعالى، ولكن المذكور إذا كان في غاية العظمة لا يذكر هو بل يذكر اسمه فيقال : سبح اسمه، ومجد ذكره، كما يقال : سلام على