تكون مستثنيا من الكلام الذى كان التذكير يقع عليه وإن لم يُذكَر، كما تقول فى الكلام: اذهب فعِظ وذكِّر، وعُمّ إلاّ من لا تطمع فيه، ويكون أن تجعل: ﴿مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ﴾ منقطعا عما قبله. كما تقول فى الكلام: قعدنا نتحدث ونتذاكر الخير إلاّ أن كثيرا من الناس لا يرغب، فهذا المنقطع.
وتعرف المنقطع من الاستثناءِ بِحُسْن إن فى المستثنى ؛ فإذا كان الاستثناء محضا متصلا لم يحسن فيه إن. ألا ترى أنك تقول: عندى مائةٌ إلاّ درهما، فلا تدخل إن ها هنا فهذا كاف من ذكر غيره.
وقد يقول بعض القراء وأهل العلم: إن (إلا) بمنزلة لكن، وذلك منهم تفسير للمعنى، فأما أن تصلح (إلاّ) مكان لكن فلا ؛ ألا ترى أنك تقول: ما قام عبدالله ولكن زيد فَتُظْهِرُ الواوَ، وتحذفها. ولا تقول: ما قام عبدالله إلا زيد، إلاّ أن تنوىَ: ما قام إلا زيد لتكرير أَوَّل الكلام.
سئل الفراء [/ا] عن ﴿إِيَابَهُمْ﴾ فقال: لا يجوز على جهة من الجهات. أ هـ ﴿معانى القرآن / للفراء حـ ٣ صـ ٢٥٧ ـ ٢٥٩﴾


الصفحة التالية
Icon