﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ﴾ ثم وصف وجوه المؤمنين ولم يقل ووجوه لأن الكلام الأول قد طال وانقطع ﴿ نَّاعِمَةٌ ﴾ متنعمة في لين العيش ﴿ لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ﴾ رضيت بعملها وطاعتها لما رأت ما أداهم إليه من الكرامة والثواب ﴿ فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ﴾ من علو المكان أو المقدار ﴿ لاَ تَسْمَعُ ﴾ يا مخاطب أو الوجوه ﴿ فِيهَا لاغية ﴾ أي لغواً أو كلمة ذات لغو أو نفساً تلغو، لا يتكلم أهل الجنة إلا بالحكمة وحمد الله على ما رزقهم من النعيم الدائم.
﴿ لاَ يَسْمَعُ فِيهَا لاغية ﴾ : مكي وأبو عمرو :﴿ لاَّ تُسْمَعُ فِيهَا لاغية ﴾ نافع ﴿ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ ﴾ أي عيون كثيرة كقوله :﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ ﴾ [ الانفطار : ٥ ] ﴿ فِيهَا سُرُرٌ ﴾ جمع سرير ﴿ مَّرْفُوعَةٍ ﴾ من رفعة المقدار أو السمك ليرى المؤمن بجلوسه عليه جميع ما خوله ربه من الملك والنعيم.
﴿ وَأَكْوابٌ ﴾ جمع كوب وهو القدح.
وقيل : آنية لا عروة لها ﴿ مَّوْضُوعَةٌ ﴾ بين أيديهم ليتلذذوا بها بالنظر إليها أو موضوعة على حافات العيون معدة للشرب ﴿ وَنَمَارِقُ ﴾ وسائد ﴿ مَصْفُوفَةٌ ﴾ بعضها إلى جنب بعض مساند ومطارح أينما أراد أن يجلس جلس على مسودة واستند إلى الأخرى ﴿ وَزَرَابِيُّ ﴾ وبسط عراض فاخرة جمع زربية ﴿ مَبْثُوثَةٌ ﴾ مبسوطة أو مفرقة في المجالس.