﴿ تسقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ﴾ أي شديدة الحر، ومنه ﴿ حَمِيمٍ آنٍ ﴾، [ الرحمن : ٤٤ ] ووزن آنية هنا فاعلة بخلاف " آنية من فضة " فإن وزنه أفعله ﴿ لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ ﴾ في الضريع أربعة أقوال : أحدهما أنه شوك يقال له الشبوق وهو سم قاتل وهذا أرجح لأقوال ؛ لأن أرباب اللغة ذكروه ولأن النبي ﷺ قال : الضريع شوك في النار. الثاني : أنه الزقوم لقوله :﴿ إِنَّ شَجَرَةَ الزقوم * طَعَامُ الأثيم ﴾ [ الدخان : ٤٣-٤٤ ] الثالث : إنه نبات أخضر منتن ينبت في البحر وهذا ضعيف، لأن ما يجري في الوادي ليس بطعام إنما هو شراب، ولله در من قال : الضريع طعام أهل النار فإنه أعم وأسلم من عهده التعيين. واشتقاقه عند بعضهم من المضارعة، بمعنى المشابهة لأنه يشبه الطعام الطيب وليس به، وقيل : بمعنى مضرع للبدن أي مضعف وقيل : إن العرب لا تعرف هذا اللفظ، فإن قيل : كيف قال هنا :" ليس لهم طعام إلا من ضريع " وقال في الحاقة :" ولا طعام إلا من غسلين؟ " فالجواب : أن الضريع لقوم والغسلين لقوم، أو يكون أحدهما في حال والآخر في حال ﴿ لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ ﴾ هذه الجمة صفة لضريع، ولطعام نفي عنه منفعة الطعام وهي التسمين وإزالة الجوع.