وقرأ الجمهور :﴿ خلقت ﴾ : رفعت، ﴿ نصبت ﴾ سطحت بتاء التأنيث مبنياً للمفعول ؛ وعليّ وأبو حيوة وابن أبي عبلة : بتاء المتكلم مبنياً للفاعل، والمفعول محذوف، أي خلقتها، رفعتها، نصبتها ؛ رفعت رفعاً بعيد المدى بلا عمد، نصبت نصباً ثابتاً لا تميل ولا تزول ؛ سطحت سطحاً حتى صارت كالمهاد للمتقلب عليها.
وقرأ الجمهور :﴿ سطحت ﴾ خفيفة الطاء ؛ والحسن وهارون : بشدّها.
ولما حضهم على النظر، أمر رسوله ( ﷺ ) بتذكيرهم فقال :﴿ فذكر ﴾ ولا يهمنك كونهم لا ينظرون.
﴿ إنما أنت مذكر ﴾، كقوله تعالى :﴿ إن عليك إلا البلاغ ﴾ ﴿ لست عليهم بمسيطر ﴾ : أي بمسلط، كقوله :﴿ وما أنت عليهم بجبار ﴾ وقرأ الجمهور : بالصاد وكسر الطاء، وابن عامر في رواية، ونطيق عن قنبل، وزرعان عن حفص : بالسين ؛ وحمزة في رواية : بإشمام الزاي ؛ وهارون : بفتح الطاء، وهي لغة تميم.
وسيطر متعد عندهم ويدل عليه فعل المطاوعة وهو تسطر، وليس في الكلام على هذا الوزن إلا مسيطر ومهيمن ومبيطر ومبيقر، وهي أسماء فاعلين من سيطر وهيمن وبيطر.
وجاء مجيمر اسم واد ومديبر، ويمكن أن يكون أصلهما مدبر ومجمر فصغراً.
وقرأ الجمهور : إلا حرف استثناء فقيل متصل، أي فأنت مسيطر عليه.
وقيل : متصل من فذكر، أي فذكر إلا من انقطع طمعك من إيمانه وتولى فاستحق العذاب الأكبر، وما بينهما اعتراض.
وقيل : منقطع، وهي آية موادعة نسخت بآية السيف.
وقرأ ابن عباس وزيد بن عليّ وقتادة وزيد بن أسلم : ألا حرف تنبيه واستفتاح، والعذاب الأكبر هو عذاب جهنم.


الصفحة التالية
Icon