وقال الخطيب الشربينى :
سورة الغاشية
مكية بالإجماع
وهي ست وعشرون آية واثنان وتسعون كلمةوثلاثمائة وإحدى وثمانون حرفاً
﴿بسم الله﴾ علام الغيوب ﴿الرحمن﴾ كاشف الكروب ﴿الرحيم﴾ الذي خص أولياءه بالعفو عن الذنوب.
وقوله سبحانه وتعالى :﴿هل أتاك حديث الغاشية﴾ فيه وجهان : أحدهما : أنّ هل بمعنى قد، أي : قد جاءك يا أشرف الخلق حديث الغاشية، كقوله تعالى :﴿هل أتى على الإنسان حين من الدهر﴾ (الإنسان :)
. قال قطرب : والثاني : أنه استفهام على حاله، وتسميه أهل البيان التشويق، والمعنى : إن لم يكن أتاك حديث الغاشية فقد أتاك وهو معنى قول الكلبي، والغاشية : الداهية التي تغشى الناس بشدائدها وتلبسهم أهوالها وهي القيامة من قوله :﴿يوم يغشاهم العذاب﴾ (العنكبوت :)
وقيل : هي النار من قوله تعالى :﴿وتغشى وجوههم النار﴾ (إبراهيم :)
﴿ومن فوقهم غواش﴾ (الأعراف :)
. وقيل : المراد النفخة الثانية للبعث لأنها تغشى الخلق. وقيل : الغاشية أهل النار يغشونها ويقتحمون فيها.
﴿وجوه﴾، أي : كثيرة جدّاً كائنة ﴿يومئذ﴾، أي : يوم إذ غشيت ﴿خاشعة﴾، أي : ذليلة من الخجل والفضيحة والخوف من العذاب، والمراد بالوجوه في الموضعين : أصحابها.