الصفة الرابعة : قوله تعالى :﴿فيها سرر مرفوعة﴾، أي : عالية في الهواء. قال ابن عباس : ألواحها من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت مرتفعة في السماء ما لم يجيء أهلها، فإذا أرادوا أن يجلسوا عليها تواضعت ثم ترتفع على مواضعها.
الصفة الخامسة قوله تعالى :﴿وأكواب موضوعة﴾ جمع كوب، وهي الكيزان التي لا عرى لها. قال قتادة : فهي دون الإبريق.
وفي قوله تعالى :﴿موضوعة﴾ وجوه أحدها : أنها معدّة لأهلها كالرجل يلتمس من الرجل شيئاً فيقول هو ههنا موضوع بمعنى معدّ. ثانيها : موضوعة على حافات العين الجارية كلما أرادوا الشرب وجدوها مملوءة من الشراب. ثالثها : موضوعة بين أيديهم لاستحسانهم إياها بسبب كونها من ذهب أو فضة أو من جواهر وتلذذهم بالشرب فيها رابعها : أن يكون المراد موضوعة عن حدّ الكبر، أي : هي أوساط بين الكبر والصغر كقوله ﴿قدّروها تقديراً﴾ (الإنسان :)
الصفة السادسة : قوله تعالى:
﴿ونمارق﴾ وهي الوسائد، واحدها : نمرقة بضم النون والراء وكسرهما لغتان أشهرهما الأولى وهي وسادة صغيرة قالت:
*نحن بنات طارق
** نمشي على النمارق*
﴿مصفوفة﴾ أي : واحدة على جنب واحدة أخرى قال الشاعر:
*كهولاً وشباناً حساناً وجوههم ** لهم سرر مصفوفة ونمارق*
الصفة السابعة : قوله تعالى :﴿وزرابيّ﴾ وهي جمع زربية بفتح الزاي وكسرها لغتان مشهورتان وهي بسط عراض فاخرة. وقال ابن عباس : الطنافس التي لها خمل، أي : وبر رقيق. واختلف في قوله تعالى :﴿مبثوثة﴾ فقال قتادة : مبسوطة. وقال عكرمة : بعضها فوق بعض. وقال الفراء : كثيرة. وقال القتيبي : مفرّقة في المجالس. قال القرطبي : وهذا أصح فهي كثيرة متفرّقة ومنه قوله تعالى :﴿وبث فيها من كل دابة﴾ (البقرة :)
ولما ذكر تعالى أمر الدارين تعجب الكفار من ذلك فكذبوه وأنكروه فذكرهم الله تعالى صنعه وقدرته بقوله تعالى:


الصفحة التالية
Icon