﴿ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ﴾ [ الحاقة : ٣٦ ] ؛ لأن العذاب ألوان، والمعذبون طبقات فمنهم أكلة الزقوم، ومنهم أكلة الغسلين، ومنهم أكلة الضريع، وقيل : الضريع مجاز أو كناية، أريد به طعام مكروه حتى للإبل التي تلتذ برعي الشوك، فلا ينافي كونه زقوماً أو غسلينا.
﴿ لَا يُسْمِنُ ﴾ أي : لا يخصب البدن ﴿ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ ﴾ أي : لا يسكن داعية النفس ولا نهمها من أجله.
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ ﴾ أي : ذات حسن، على أنه من النعومة، كناية عن حسن المنظر. أو ناعمة بمعنى متنعمة، على أنه من النعيم.
﴿ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ﴾ أي : لعملها الذي عملته في الدنيا وجدّها في طريق البر واكتساب الفضائل، شاكرة لا تندم ولا تتحسر.
﴿ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ﴾ أي : مرتفعة المحل. أو رفيعة القدر، من علوّ المكانة.
﴿ لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ﴾ أي : لغواً، أو كلمةً ذات لغو، أو نفساً تلغو ؛ لأن كلامهم الحكمة والعلوم والتسبيح والتحميد.
﴿ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ ﴾ أي : لا انقطاع لها.
﴿ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ ﴾ أي : مرتفعة ليروا إذا جلسوا عليها جميع ما خولوه من النعيم والملك.
﴿ وَأَكْوَابٌ ﴾ جمع كوب، وهو إناء لا أذن له ﴿ مَّوْضُوعَةٌ ﴾ أي : بين أيديهم لا يعوزهم تفقدها.
﴿ وَنَمَارِقُ ﴾ أي : وسائد ﴿ مَصْفُوفَةٌ ﴾ أي : فوق الأسِرّة أو في جوانب المساكن للاستناد إليها.
﴿ وَزَرَابِيُّ ﴾ أي : بسط ﴿ مَبْثُوثَةٌ ﴾ أي : مفروشة. وقوله تعالى :