" فصل "
قال السيوطى :
سورة الغاشية
أقول: لما أشار سبحانه في سورة الأعلى بقوله: ( سَيَذكَّرُ مَن يَخشى ويَتَجنَبُها الأَشقى الذي يَصلى النارَ الكُبرى) إِلى قوله: (والآخرةُ خيرٌ وأَبقى) إلى المؤمن والكافر، والنار والجنة إجمالا، فصل ذلك في هذه السورة فبسط صفة النار والجنة مستندة إلى أهل كل منهما، على نمط ما هنالك، ولذا قال هنا: (عامِلةٌ ناصِبة) في مقابل: (الأَشقى) هناك وقال هنا (تَصلى ناراً حامية) إلى: (لا يُسمِنُ ولا يُغني مِن جوع) في مقابلة: (يَصلى النارَ الكُبرى) هناك ولما قال هناك في الآخرة: (خيرٌ وأَبقى) بسط هنا صفة الجنة أكثر من صفة النار، تحقيقاً لمعنى الخيرية. أ هـ ﴿أسرار ترتيب القرآن صـ ١٤٩ ـ ١٥٠﴾


الصفحة التالية
Icon