المراد بالوجوه أصحاب الوجوه وهم الكفار، بدليل أنه تعالى وصف الوجوه بأنها خاشعة عاملة ناصبة، وذلك من صفات المكلف، لكن الخشوع يظهر في الوجه فعلقه بالوجه لذلك، وهو كقوله :﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ﴾ [ القيامة : ٢٢ ] وقوله :﴿خاشعة﴾ أي ذليلة قد عراهم الخزي والهوان، كما قال :﴿وَلَوْ ترى إِذِ المجرمون نَاكِسُواْ رُؤُوسَهُمْ﴾ [ السجدة : ١٢ ] وقال :﴿وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خاشعين مِنَ الذل يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيّ﴾ [ الشورى : ٤٥ ] وإنما يظهر الذل في الوجه، لأنه ضد الكبر الذي محله الرأس والدماغ.
وأما العاملة فهي التي تعمل الأعمال، ومعنى النصب الدؤوب في العمل مع التعب.
المسألة الثانية :


الصفحة التالية
Icon