﴿ تصلى نَاراً حَامِيَةً ﴾ متناهية في الحر من حميت النار إذا اشتد حرها خبر آخر لوجوه وقيل ﴿ خاشعة ﴾ صفة لها وما بعد أخبار وقيل الأولان صفتان والأخيران خبران وقيل الثلاثة الأول صفات وهذه الجملة هي الخبر والكل كما ترى وجوز أن يكون هذا وما بعده من الجملتين استئنافاً مبيناً لتفاصيل أحوالها وقرأ ابن كثير في رواية شبل وحميد وابن محيصن ﴿ عاملة ناصبة ﴾ [ الغاشية : ٣ ] بالنصب على الذم وقرأ أبو رجاء وابن محيصن ويعقوب وأبو عمرو وأبو بكر تصلى بضم التاء وقرأ خارجة تصلى بضم التاء وفتح الصاد مشدد اللام للمبالغة.
﴿ تسقى مِنْ عَيْنٍ ءانِيَةٍ ﴾ بلغت أناها أي غايتها في الحر فهي متناهية فيه كما في قوله تعالى :﴿ وَبَيْنَ حَمِيمٍ آن ﴾ [ الرحمن : ٤٤ ] وهو التفسير المشهور وقد روى عن ابن عباس والحسن ومجاهد وقال ابن زيد أي حاضرة لهم من قولهم أنى الشيء حضر وليس بذاك.
﴿ لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ ﴾ بيان لطعامهم أثر بيان شرابهم والضريع كما أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس الشبرق اليابس وهي على ما قال عكرمة شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض وقال غير واحد هو جنس من الشوك ترعاه الإبل رطباً فإذا يبس تحامته وهو سم قاتل قال أبو ذؤيب
: رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى...
وصار ضريعاً بان عنه النحائص
وقال ابن غرارة الهذلي يذكر إبلاً وسوء مرعى
: وحبسن في هزم الضريع فكلها...
حدباء دامية اليدين حرود