أي بماء مندفق، وأنواع الأشربة اللذيذة على وجه الأرض من غير أُخدود.
وقد تقدم في سورة "الإنسان" أن فيها عيوناً.
ف"عين" : بمعنى عيون.
والله أعلم.
﴿ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ ﴾ أي عالية ورُوي أنه كان ارتفاعها قدر ما بين السماء والأرض، ليرى ولي الله ملكه حوله.
﴿ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ ﴾ أي أباريق وأوانٍ.
والإبريق : هو ما له عُروة وخُرطوم.
والكوب : إناء ليس له عروة ولا خرطوم.
وقد تقدم هذا في سورة "الزخرف" وغيرها.
﴿ وَنَمَارِقُ ﴾ أي وسائد، الواحدة نُمْرُقة.
﴿ مَصْفُوفَةٌ ﴾ أي واحدة إلى جنب الأخرى.
قال الشاعر :
وإنا لنُجْرِي الكاس بين شُروبنا...
وبينَ أبي قابوسَ فَوقَ النَّمارقِ
وقال آخر :
كُهولٌ وشبانٌ حِسانٌ وجوهُهُمْ...
على سُرُرٍ مَصفوفة ونمارقِ
وفي الصحاح : النُّمرق والنُّمرقة : وسادة صغيرة.
وكذلك النِّمرِقة بالكسر لغة حكاه يعقوب.
وربما سموا الطِّنْفِسة التي فوق الرحْل نُمرقة ؛ عن أبي عُبيد.
﴿ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴾ : قال أبو عُبيدة : الزرابيّ : البُسُط.
وقال ابن عباس : الزَّرابيّ : الطَّنافس التي لها خَمْل رقيق، واحدتها : زُرْبِيّة ؛ وقال الكلبيّ والفرّاء.
والمبثوثة : المبسوطة ؛ قال قتادة.
وقيل : بعضها فوق بعض ؛ قاله عكرمة.
وقيل : كثيرة ؛ قاله الفراء.
وقيل : متفرقة في المجالس ؛ قاله القُتَبيّ.
قلت : هذا أصوب، فهي كثيرة متفرقة.
ومنه ﴿ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ ﴾ [ البقرة : ١٦٤ ].
وقال أبو بكر الأنباريّ : وحدّثنا أحمد بن الحسين، قال حدّثنا حسين بن عرفة، قال حدّثنا عمار بن محمد، قال : صليت خلف منصور بن المعتمر، فقرأ :﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغاشية ﴾، وقرأ فيها :﴿ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴾ : متكئين فيها ناعمين. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٢٠ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon