وأصل اللَّمّ في كلام العرب : الجمع ؛ يقال : لَمَمْت الشيء ألُمُّه لَمًّا : إذا جمعته، ومنه يقال : لمّ الله شعثه، أَي جمع ما تفرّق من أموره.
قال النابغة :
ولَسْتَ بِمُسْتَبِقٍ أَخاً لا تَلُمُّه...
على شَعَثٍ أَيُّ الرجال المُهَذَّبُ
ومنه قولهم : إن دارك لَمُومَة ؛ أي تَلُمّ الناس وتَرُبُّهم وتجمعهم.
وقال المِرناق الطائيُّ يمدح علقمة بن سيف :
لأَحبَّنِي حُبّ الصبيّ ولَمَّنِي...
لَمَّ الهُدِيّ إلى الكرِيم الماجِد
وقال الليث : اللمّ الجمع الشديد ؛ ومنه حجر ملموم، وكتِيبة ملمومة.
فالآكل يَلُم الثريد، فيجمعه لُقَماً ثم يأكله.
وقال مجاهد.
يَسفُّه سَفّاً : وقال الحسن : يأكل نصيبه ونصيب غيره.
قال الحُطيئة :
إذا كانَ لَمًّا يُتْبع الذمَّ ربَّه...
فلا قدّسَ الرحمنُ تلك الطواحِنا
يعني أنهم يجمعون في أكلهم بين نصيبهم ونصيب غيرهم.
وقال ابن زيد : هو أنه إذا أكل ماله ألَمّ بمال غيره فأكله، ولا يفكر : أكل من خبيث أو طيب.
قال : وكان أهل الشرك لا يورّثون النساء ولا الصبيان، بل يأكلون ميراثهم مع مِيراثِهم، وتراثهم مع تُراثِهم.
وقيل : يأكلون ما جمعه الميت من الظلم وهو عالم بذلك، فَيلُمّ في الأكل بين حرامه وحلاله.
ويجوز أن يذمّ الوارث الذي ظفِر بالمال سَهْلاً مَهْلاً، من غير أن يَعرَق فيه جبينه، فيسرِف في إنفاقه، ويأكله أكلاً واسعاً، جامعاً بين المشتهيات، من الأطعمة والأشربة والفواكه، كما يفعل الوُرّاث البطالون.
﴿ وَتُحِبُّونَ المال حُبّاً جَمّاً ﴾ أي كثيراً، حلاله وحرامه.
والجمّ الكثير.
يقال : جمّ الشيء يَجُمّ جُموماً، فهو جَمٌّ وجامٌّ.
ومنه جمّ الماء في الحوض : إذا اجتمع وكثر.
وقال الشاعر :
إن تغفِرِ اللَّهُمَّ تغفِرْ جَمَّا...
وأَيُّ عبدٍ لك لا أَلمَّا
والجَمَّة : المكان الذي يجتمع فيه ماؤه.
والجَموم : البئر الكثيرة الماء.


الصفحة التالية
Icon