، وأل فيها للجنس أيضا فتشمل كل فرد من أفرادها، وقد خاطبها جلّ خطابه مخاطبة إكرام تكريما
لها، وما قيل إن هذه الآية نزلت في حمزة أو خبيب الأنصاري الذي صلبه كفار قريش في مكة أو في عثمان لأنه اشترى بئر رومة، بعيد عن الصحة، لأن عثمان اشتراها بالمدينة وحمزة قتل في بدر وكذلك حادثة صلب خبيب وقعت والرسول بالمدينة.
وهذه السورة نزلت بمكة قولا واحدا لذلك فإنها عامة في كل نفس طاهرة موقنة بالحساب، وكذلك لا دليل على القول بأنها نزلت في أبي بكر أيضا لتجهيزه جيش العسرة لذلك السبب.
على ان كل هؤلاء داخلون في عمومها دخولا أوليا لانهم ممن أكرمهم اللّه القائل "ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ" لتري ما وعدك به من الثواب حالة كونك "راضِيَةً" بلقائه وبما منّ عليك من النعيم المقيم الذي وعدك به رسوله في الدنيا "مَرْضِيَّةً ٢٨" عنده محظية بسبب عملك الصالح، ويقول لك ربك بلسان ملائكته الكرام "فَادْخُلِي فِي" زمرة "عِبادِي ٢٩" الصالحين المرضى عنهم وعليهم "وَادْخُلِي جَنَّتِي ٣٠" معهم.
هذا ومن قال ان المراد بالنفس هنا الروح فيكون المعنى ادخلي في أجساد عبادي، وليس بوجيه إذ ينافيه "وَادْخُلِي جَنَّتِي" فتكون الروح هي الداخلة لا الجسد.
تأمل.
قال سعيد بن جبير : مات ابن عباس بالطائف فشهدت جنازته فجاء طائر لم ير على خلقه طائر قط، فدخل نعشه ثم لم ير خارجا منه، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا يدرى من تلاها، قال بعض أهل الإشارات "يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ إلى الدنيا ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ بتركها والرجوع اليه هو سبيل الآخرة، وفقنا اللّه اليه.
وقال الشيخ محي الدين العربي :
ادخلي في زمرة عبادي المخلصين في أهل التوحيد الذاتي وادخلي في جنتي المخصوصة بي أو جنة الذات.


الصفحة التالية
Icon