والراضية : التي رضت بما أُعطيته من كرامة وهو كناية عن إعطائها كل ما تطمح إليه.
والمرضية : اسم مفعول وأصله : مَرضياً عنها، فوقع فيه الحذف والإِيصال فصار نائب فاعل بدون حرف الجر، والمقصود من هذا الوصف زيادة الثناء مع الكناية عن الزيادة في إفاضة الإِنعام لأن المرضي عنه يزيده الراضي عنه من الهبات والعطايا فوق ما رضي به هو.
وفرع على هذه البشرى الإِجمالية تفصيل ذلك بقوله :﴿ فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ﴾ فهو تفصيل بعد الإِجمال لتكرير إدخال السرور على أهلها.
والمعنى : ادخلي في زمرة عبادي.
والمراد العباد الصالحون بقرينة مقام الإِضافة مع قرنه بقوله :﴿ جنتي ﴾.
ومعنى هذا كقوله تعالى :﴿ لندخلنهم في الصالحين ﴾ [ العنكبوت : ٩ ].
فالظرفية حقيقية وتؤول إلى معنى المعية كقوله تعالى :﴿ فأولئك مع الذين أنعم اللَّه عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ﴾ [ النساء : ٦٩ ].
وإضافة ( جنة ) إلى ضمير الجلالة إضافة تشريف كقوله :﴿ في مقعد صدق عند مليك مقتدر ﴾ [ القمر : ٥٥ ].
وهذه الإِضافة هي مما يزيد الالتفات إلى ضمير التكلُّم حسناً بعد طريقة الغيبة بقوله :﴿ ارجعي إلى ربك ﴾.
وتكرير فعل ﴿ وادخلي ﴾ فلم يقل : فادخلي جنتي في عبادي للاهتمام بالدخول بخصوصه تحقيقاً للمسرة لهم. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣٠ صـ ﴾