اللبد: الكثير. قال بعضهم واحدته: لُبدة، ولُبَد جماع. وجعله بعضهم على جهة: قُثَم، وحُطَم واحدا، وهو فى الوجهين جميعا الكثير. وقرأ أبو جعفر المدنى. "مالاً لُبَّدا" مشددة مثل رُكّع، فكأنه أراد: مالا لابِدٌ، ومالان لابدان، وأموالٌ لبَّد. والأموال والمال قد يكونان معنى واحد.
﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ...﴾.
النجدان: سبيل الخير، وسبيل الشر. قال: [حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد] حدثنا الفراء قال: [حدثنى الكسائى قال: حدثنى قيس] وحدثنى قيس عن زياد بن علاقة عن أبى عمارة عن على رحمه الله فى قوله جل وعز: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ﴾ قال: الخير والشر.
﴿ فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ...﴾.
ولم يُضَم إلى قوله: [فلا اقتحم] كلام آخر فيه (لا) ؛ لأن العرب لا تكاد تفرد (لا) فى الكلام حتى يعيدوها عليه فى كلام آخر، كما قال عز وجل: ﴿فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى﴾ و ﴿لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾، وهو مما كان فى آخره معناه، فاكتفى بواحدة من أخرى. ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بشيئين، فقال: ﴿فَكّ رَقبةً، أو أطعم فى يومٍ ذى مسغبة﴾، ثم كان [من الذين آمنوا] ففسرها بثلاثة أشياء، فكأنه كان فى أول الكلام، فلا فعل ذا ولاذا ولاذا.
وقد قرأ العوام: ﴿فَكُّ رَقَبةٍ أو إِطعامٌ﴾، وقرأ الحسن البصرى: "فَكَّ رقبةً" وكذلك على بن أبى طالب [حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد] قال: حدثنا الفراء قال: وحدثنى محمد بن الفضل المروزى عن عطاء عن أبى عبدالرحمن عن على أنه قرأها:
"فَكَّ رقبةً أو أطعمَ" وهو أشبه الوجهين بصحيح العربية ؛ لأن الإطعام: اسم، وينبغى أن يرد على الاسم اسم مثله، فلو قيل: ثم إن كان أشكلُ للإِطعام، والفك، فاخترنا: فَكَّ رقبةً لقوله: " ثم كان"، والوجه الآخر جائز تضمر فيه (أَنْ)، وتلقى [/ب] فكيون مثل قول الشاعر: