٢ ـ دورة القمر الظاهرية في منازله التي بالسماء مرة كل شهر.
٣ ـ دورة القمر السنوية ووقوعه في برج من بروج السماء واحدا بعد الآخر.
وقد شاءت ارادة الله وحكمته البالغة ألا تظلم سماء الأرض إظلاما تاما بمجرد غياب الشمس الظاهري عن الأرض فأبقي لنا القمر والنجوم تنيرظلمة ليل الأرض، فبمجرد غياب الشمس عنا يصلنا ضؤوها المنعكس من فوق سطح القمر نورا لا حرارة فيه ويري نور القمر في مراحله المتتالية، من الميلاد الي المحاق، ونظرا لقربه من الأرض فإن أثره في إنارة ظلمة ليل الأرض أبلغ من أثر النجوم حتي وهو مغطي بأقل مساحة من النور وتصف هذه الآية الكريمة متابعة القمر للشمس في حركاتهما الظاهرية حول الأرض وهي حقيقة لم تدرك إلا بعد نزول القرآن الكريم بقرون عديدة فسبحان الذي خلق القمر، وأنزل في محكم كتابه هذا القسم الإلهي بموالاة القمر لغروب الشمس فقال عز من قائل : والقمر اذا تلاها وهي موالاة في أمور عديدة وليس فقط في حركاته الحقيقية والظاهرية، وورد ذلك في القرآن الكريم في زمن لم يكن لأحد من الخلق إدراك أن مصدر النور المنبعث من القمر هو من آيات الاعجاز العلمي في كتاب الله، فسبحان الذي أنزل القرآن بعلمه، علي خاتم أنبيائه ورسله، وحفظه لنا في صفائه الرباني وإشراقاته النورانية بنفس لغة وحيه ( اللغة العربية ) علي مدي أربعة عشر قرنا أو يزيد وإلي أن يرث الله ( تعالي ) الأرض ومن عليها، فالحمد لله علي نعمة القرآن والحمد لله علي نعمة الاسلام، والحمد لله في الآخرة والأولي، وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين. أ هـ ﴿ الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية.
بقلم الدكتور : زغلول النجار ﴾.