وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (١) ﴾
أقسم الله تعالى ب ﴿ الشمس ﴾ إما على التنبيه منها وإما على تقدير ورب الشمس، و" الضُّحى " بضم الضاد والقصر : ارتفاع الضوء وكماله، وبهذا فسر مجاهد. وقال قتادة : هو النهار كله، وقال مقاتل :﴿ ضحاها ﴾ حرها كقوله تعالى في سورة ( طه ) ﴿ ولا تضحى ﴾ [ طه : ١١٩ ]، و" الضَّحاء " بفتح الضاد والمد ما فوق ذلك إلى الزوال، ﴿ والقمر ﴾ يتلو الشمس من أول الشهر إلى نصفه في الغروب تغرب هي ثم يغرب هو ويتلوها في النصف الآخر بنحو وآخر وهي أن تغرب هي فيطلع هو، وقال الحسن بن أبي الحسن :﴿ تلاها ﴾ معناه : تبعها دأباً في كل وقت لأنه يستضيء منه فهو يتلوها لذلك.
قال القاضي أبو محمد : فهذا اتباع لا يختص بنسف أول من الشهر ولا بآخره، وقاله الفراء أيضاً، وقال الزجاج وغيره :﴿ تلاها ﴾ : معناه امتلأ واستدار، فكان لها تابعاً في المنزلة والضياء والقدر، لأنه ليس في الكواكب شيء يتلو الشمس في هذا المعنى غير القمر، قال قتادة : وإنما ذلك ليلة البدر تغيب هي فيطلع هو.